الأثنين 25 ذو الحجة 1445 ﻫ - 1 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"بزشكيان" يتمكن من بلوغ الجولة الثانية من انتخابات إيران الرئاسية

وسط مشهد انتخابي يهيمن عليه غلاة المحافظين، تفرد المرشح الرئاسي مسعود بزشكيان بكونه معتدلا يدعم حقوق النساء والمزيد من الحريات الاجتماعية والسعي لتحقيق انفراجة بحذر مع الغرب وتبني إصلاحات اقتصادية.

فقد تغلب بزشكيان بفارق طفيف على سعيد جليلي ليتصدر الجولة الأولى من الانتخابات أمس الجمعة، لكن الرجلين سيتواجهان في جولة ثانية في الخامس من يوليو تموز، إذ إن بزشكيان لم يحقق أغلبية 50 بالمئة زائد واحد من الأصوات اللازمة لتحقيق فوز مباشر.

ونافس بزشكيان مرشحين يعكسون بشكل أكبر الموقف شديد العداء للغرب الذي يتخذه الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي الذي يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها. وبزشكيان (69 عاما) جراح قلب ومشرع ووزير صحة سابق.

لكن بزشكيان المعتدل فاز بفارق بسيط في تصويت أمس الجمعة وسينافس في الجولة الثانية من الانتخابات لاختيار خلف إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو أيار.

وتتوقف فرص فوز بزشكيان على استقطاب أصوات من مريدين لرئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، وهو من غلاة المحافظين، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى، وأيضا على تحفيز الشبان الذين خاب أملهم والمتعطشين للتغيير والمحبطين من الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد من أجل أن يصوتوا له في الجولة الثانية.

وعلى الرغم من دفاعه عن الإصلاحات، فإن بزشكيان مخلص للحكم الديني في إيران ولا يعتزم مواجهة صقور الأمن الأقوياء والحكام الدينيين.

وتتباين رؤاه مع رؤى رئيسي، الذي كان مواليا لخامنئي ويشدد تطبيق قانون يقيد ملابس النساء ويتخذ موقفا صارما في مفاوضات متوقفة تماما في الوقت الحالي مع قوى كبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.

واكتسب معسكر بزشكيان الانتخابي زخما حينما أيّده إصلاحيون، على رأسهم الرئيس السابق محمد خاتمي، وأيضا حينما عيّن وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف مستشاره للسياسة الخارجية. وجواد ظريف شخصية رئيسية في صياغة الاتفاق النووي.

وقال خامنئي يوم الثلاثاء “أي شخص مرتبط بأمريكا لن يكون مرافقا جيدا لكم”، في إشارة ضمنية لاختيار ظريف الذي يتهمه غلاة المحافظين بخيانة إيران من أجل التوصل إلى الاتفاق.

وفي 2018، انحسب الرئيس الأمريكي حينئذ دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات على إيران، ووصف الاتفاق بأنه “اتفاق مروع من طرف واحد لم يكن ينبغي إبرامه قط”. ودفع تحركه طهران إلى أن تنتهك بالتدريج القيود النووية للاتفاق.

وإذا فاز بزشكيان، فسيكبح هذا غلاة المحافظين الإيرانيين الذين يعارضون إحياء الاتفاق.

لكن بموجب نظام الحكم الديني والجمهوري الثنائي في إيران، فإن سلطة وضع السياسات الرئيسية للدولة، بما في ذلك الشؤون النووية والخارجية، تؤول في نهاية المطاف إلى خامنئي.

ونتيجة لذلك، يشكك كثير من الناخبين في قدرة بزشكيان على الوفاء بالعهود التي قطعها خلال حملته.

وقالت شعلة موسوي قبل الجولة الأولى من الانتخابات أمس الجمعة “سلطة بزشكيان كرئيس على الوفاء بعهود الحملة هي صفر”. وموسوي تبلغ من العمر 32 عاما وتعمل معلمة في طهران.

وأضافت “أريد إصلاحات، لكن بزشكيان لا يمكنه تحسين الوضع. لن أصوّت”.

وتعهد بزشكيان، وهو المرشح المعتدل الوحيد بين ستة مرشحين اعتمدهم مجلس صيانة الدستور، بتعزيز السياسة الخارجية البراجماتية وتهدئة التوتر النووي مع الغرب. وانسحب مرشحان من غلاة المحافظين بعد اعتمادهما.

* منتقد مخلص لخامنئي

في الوقت نفسه، تعهد بزشكيان في مناظرات ومقابلات تلفزيونية بألا يعارض سياسات خامنئي، وهو ما يقول محللون إنه أمر قد يُنفّر الناخبين من الطبقة الوسطى الحضرية والشبان. ولم تعد هذه الفئات تسعى إلى مجرد الإصلاح، وإنما إلى التحدي المباشر في الوقت الحالي للجمهورية الإسلامية ككل.

وبصفته مشرعا منذ 2008، ينتقد بزشكيان قمع المؤسسة الدينية للمعارضة السياسية والاجتماعية. وينتمي بزشكيان إلى أقلية من العرق الأذري ويدعم حقوق الأقليات العرقية.

وفي 2022، طالب بزشكيان السلطات بتوضيح لوفاة مهسا أميني، وهي امرأة توفيت وهي رهن الاحتجاز بعد القبض عليها لمزاعم انتهاكها قانونا يقيد حرية ملبس النساء. وأثارت وفاتها اضطرابات استمرت شهورا في أنحاء البلاد.

لكن بزشكيان قال “السجناء السياسيون ليسوا ضمن اختصاصي، وإذا كنت أريد فعل شيء، فلا سلطة لدي”، وذلك ردا على سؤال عن طلاب مسجونين بتهم مرتبطة باحتجاجات مناهضة للحكومة خلال اجتماع في وقت سابق من الشهر الجاري في جامعة طهران.

وخلال حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، كُلّف بزشكيان بنشر الفرق الطبية في خطوط المواجهة، وتنوّعت أدوار بزشكيان خلال تلك الحرب بين مقاتل وطبيب.

وتقلد منصب وزير الصحة من 2001 إلى 2005 خلال ولاية خاتمي الثانية.

وفقد بزشكيان زوجته وأحد أبنائه في حادث مروري في 1994. وعمل على تنشئة ولديه الناجيين وابنته بمفرده وفضل ألا يتزوج من جديد.

    المصدر :
  • رويترز