الأربعاء 27 ذو الحجة 1445 ﻫ - 3 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"تجمع الأطباء" يحذّر من مخاطر انتقال الجدري إلى لبنان عبر إفريقيا

دعا المكتب الصحي المركزي في “التجمع الوطني الديموقراطي” في لبنان واللجنة الصحية في “تجمع الأطباء” في لبنان في بيان، وزارة الصحة العامة إلى “اتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة سلالة الجدري الشديد الخطورة، خصوصا بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار مرض الجدري في إفريقيا وإمكان انتقاله إلى دول أخرى”.

وتحدث عن “مخاطر انتقال الجدري إلى المواطنين في لبنان، نظرا لتواجد مغتربين لبنانيين في القارة الإفريقية”.

ويعدّ الجدري من بين أكثر الأمراض فتكاً بالبشرية على الإطلاق، فقد غيّر هذا المرض مسار التاريخ البشري بشكل كبير، وأسهم في تدهور وتدمير الحضارات.

إن تاريخ الجدري لافت للنظر، ليس فقط بسبب الدمار المذهل الذي ألحقه بالحضارات البشرية، ولكن أيضا للإنجازات المذهلة للطب الحديث في مكافحتِه، والتي استطاعت القضاء على هذا الوباء عبر الجهود المتضافرة للتطعيم العالمي.

ويُعتقد أن الجُدري نشأ في الهند أو مصر قبل 3000 عام على الأقل، وذلك بعد العثور على مومياء مصرية مصابة به، وهي مومياء الفرعون رمسيس الخامس الذي توفي عام 1157 قبل الميلاد، فقد أظهرت بقاياه المحنطة بعض النتوءات البثرية على جلده.

وانتشر المرض في وقت لاحق على طول طرق التجارة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، فقد تم توثيق أوصاف لا لُبس فيها لهذا المرض في الصين خلال القرن الرابع، وفي الهند ومنطقة البحر الأبيض المتوسط خلال القرن السابع الميلادي، فضلا عن جنوب غرب آسيا خلال القرن العاشر.

تحدث عدوى فيروس الجدري فقط بين البشر، وأحد أهم الأسباب التي أكسبت الجدري خطورته أنه مرض ينتقل عبر الهواء (Airborne disease)، وعادة ما يميل هذا النوع من الأمراض إلى الانتشار بسرعة كبيرة. فالسعال، والعطس، أو الاتصال المباشر مع أي سوائل جسدية يمكنها أن تنشر فيروس الجدري.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة الملابس الملوثة أو الفراش يمكن أن يساهم في نقل العدوى. ورغم طويِ مرض الجدري أرشيف التاريخ، فإن هاجسه قد يعود ليطاردنا من جديد على شكل أسلحة بيولوجية (Biological weapons)، فإطلاق هذا الفيروس سينشر المرض بصورة سريعة جداً، خاصة أن برامج التطعيم الحالية لا تتضمن لقاحاً ضد هذا الفيروس.

ولا يُوجد علاج للجدري. وفي حالة الإصابة، كان العلاج يركز على تخفيف الأعراض ومنع حدوث الجفاف للمريض. وقد توصف بعض المضادات الحيوية إذا ما تطورت لدى الشخص المريض عدوى بكتيرية ثانوية في الرئتين أو على الجلد.

ويمكن الوقاية من الجدري من خلال اللقاح، فإذا تم الحصول على اللقاح قبل الاتصال بالفيروس، يكون بمقدور اللقاح حماية الشخص ضد المرض. وفي حالة تفشي المرض، وفي محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس، يجب عزل الأشخاص المصابين.

ويجب على الأشخاص الذين كان لديهم اتصال مع شخص طور العدوى، أن يحصلوا على لقاح الجدري الذي يمكن أن يمنع أو يقلل من خطورة المرض إذا تم الحصول عليه في غضون أربعة أيام من التعرض للفيروس. أما إذا تطور المرض لدى الشخص فلن يكون باستطاعة اللقاح توفير أي حماية.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاح ضد الجدري غير متوفر في الوقت الراهن لعامة الناس، وذلك بسبب النجاح في القضاء التام على المرض ولانعدام وجود الفيروس. ومع ذلك، هناك مخزون كاف لتطعيم الأشخاص إذا ما حدث تفشٍّ للمرض مجددا.

    المصدر :
  • الجزيرة
  • وكالات