الأربعاء 27 ذو الحجة 1445 ﻫ - 3 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

في أول رحلة حجّ له بعد إسلامه.. كاهِن سابق يذرف الدموع على قمة "جبل النور"

المركز الإعلامي الافتراضي
A A A
طباعة المقال

على جبل بالقرب من مكة المكرمة يقف إبراهيم، الذي اعتنق الإسلام منذ ثلاثة أشهر، قائلًا: “عسى هذا النور يشعّ ويغمر العالم بأسره”. إبراهيم الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، يقف اليوم في مكة لتأدية فريضة الحج للمرة الأولى.

كان إبراهيم، المعروف سابقًا باسم أبراهام ريتشموند، كاهنًا لمدة 15 عامًا في موطنه جنوب إفريقيا، حيث كان يرأس أبرشية كنيسة كورنثيان في البلاد.

يروي قصة اعتناقه الإسلام، ويقول:

“كنتُ كاهنًا ورئيسًا لأبرشية في جنوب إفريقيا على مدى 15 عامًا، وكان لدي حوالى 100 ألف تلميذ، إلى أن راودني حلم وسمعت صوتًا. كنتُ نائمًا في غرفة صغيرة.. صغيرة جدًّا، وقال لي الصوت: “قل لأتباعك أن يضعوا أغطية بيضاء على رؤوسهم. فكّرت في نفسي، إنّه الزي الإسلامي. لا بد أنه مجرد حلم. ولكن هذا الحلم نفسه راح يراودني مرارًا وتكرارًا. وفي المرة الأخيرة أصبح الصوت صارمًا: “قل لرجالك”..

قال ريتشموند إنه بعد ذلك اجتمع بأبناء الرعية ليخبرهم بهذه التجربة، “قلت في نفسي: الآن سأتحدث إلى هؤلاء الناس وأخبرهم وأجعلهم يؤمنون. وذهبت إليهم وأخبرتهم. وبفضل الله، تيسّرت الأمور وكلهم وافقوا.”

ومع حلول موعد الاجتماع الثاني، كان الجميع قد ارتدوا أغطية رأس بيضاء والجميع قبلوا الدعوة. قبلوها منذ 3 أشهر”.

وأضاف أنه نظّم حدث تلاوة الشهادتين في الكنيسة: “كان الناس يدعمون ما أقوله ويرددونه. آلاف الأصوات تقول شيئًا واحدًا، تتلو الشهادة معي. كنا سعداء”.

جاء إبراهيم إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، ضيفًا من ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين. وهو واحد من بين 4951 حاجًا من أكثر من 90 دولة يؤدون فريضة الحج كضيوف في المملكة. تم ترشيحه من قبل صديق له في المنطقة وقد شعر بحماسةٍ لا توصَف حين تمّ قبوله في هذا البرنامج.

ويروي إبراهيم كيفية استقباله لأول زيارة وفدا من المسلمين قائلًا: “رأيت إخوتنا من المسلمين وهم يأتون إلينا. قلت لهم: كنت أنتظركم. كنت أنتظركم لأنني حلمت أنكم ستأتون إلى هنا. قالوا لي أنني سأذهب للحج، فقلت لهم: “أنا؟  مستحيل.. لا يمكن أن أذهب! ولكن في أحد الأيام أتوني وقالوا: هيا بنا نسافر. سألتهم: إلى أين؟ لا بد أنكم تمزحون.. لا يمكن.. لا يمكنني”.

جبل النور

وها قد تحقق حلمه، إذ سافر إلى مكة المكرمة مع ابنه، الذي أسلم بدوره وغيّر اسمه إلى فيصل.

قال ابراهيم إنه كان مؤمنًا قويًا بإله واحد، وأن والده الذي كان كبير كهنة، لم يسمح له أبدًا بارتداء الصليب وحتى في الكنيسة.

وفي حديثه يوم الجمعة الماضي، في جبل النور بالقرب من مكة المكرمة، حيث يقع غار حراء، قال ابراهيم: النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) كان بمفرده عندما صعد هنا (هذا الجبل). وأنا سأتبع خطاه. وأنا واثق أن باتباعي خطاه، الملايين من شعبي في جنوب أفريقيا سيتبعون خطاه كي يروا النور. وهذا جبل النور.

ويتحدّث إبراهيم اليوم بسرور عارم وواضح على وجهه قائلًا: “أنا أول فرد من أسرتي ألمس هذا الصعيد الطاهر. جبل النور. من هذا الجبل بدأ نور الإسلام”.

وفيما كان يتكلّم، بدا ابراهيم وكأنه يختنق. بدأ يبكي وسجد وقبّل الأرض: “أنا أرتجف، أرتجف… أريد الذهاب إلى الأعلى. الصعود صعب. لا.. ما من شيء صعب إذا كان للمرء قلب سليم. بإذن الله لن يكون هناك أمر صعب. الله سييسر الأمر لي، بإذنه. أنا هنا لأداء الحج. أنا سعيد جدًا ومحظوظ لأنني حظيت بهذه الفرصة خلال حياتي، لأن لا فرص بعد مغادرة الدنيا. هنا النور.. هنا النور الذي يشع علي وعلى العالم بأسره. فليغمر هذا النور العالم بأسره يا رب، اغفر لي خطاياي”، قال إبراهيم وهو يبكي.