السبت 23 ذو الحجة 1445 ﻫ - 29 يونيو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تسمح واشنطن بوجود رئيس لا ترضى عنه؟

لا تزال تداعيات الزيارة التي قام بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت محور الحركة السياسية الداخلية. وتكشف مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن هوكشتاين خلال لقاءاته تناول الملف الرئاسي وان كان ملف الجنوب والوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل أساسياً، انطلاقاً من سعيه لإعادة الاستقرار والتهدئة ومنع حصول الحرب على لبنان.

وتكشف المصادر أيضاً، أن هناك إصراراً أميركياً على أن يبقى الملف الرئاسي في يد واشنطن في ظل العمل خارجياً وداخلياً على الاسم الثالث في الوقت الذي طرحت أسماء للحرق وأخرى في الكواليس وأسماء لن تطرح بتاتاً.

انما في هذا الوقت المستقطع يترك الأميركيون للفرنسيين أن يلعبوا دوراً محدداً، يأتي في سياقه استطلاع مواقف الأفرقاء في الداخل ومدى إمكان حصول نقاط مشتركة بينهم تمهد للتفاهم على رئيس في مرحلة لاحقة. لكن في النهاية، لن يكون هناك رئيس الا برضا الجهة الأميركية.

وتفيد المصادر، أن ملف الرئيس سينضج من خلال الاتصالات الأميركية-الايرانية حيث التفاوض مستمر عبر سلطنة عمان. لكن تبقى في هذه المرحلة مظلة اللجنة الخماسية قائمة في بيروت لإضفاء جو من التحرك الذي لا يتوقف بالنسبة الى ملف الرئاسة، بالتزامن مع الدورين الفرنسي والقطري.

ولم يتكشف لدى المصادر، ما اذا استجد أمر ما بعيد زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى واشنطن، مع العلم ان الزيارة متصلة بالدعم الأميركي للجيش ومدى احتياجاته.

الا أن المصادر تقول أن الوسيط الفرنسي غير قادر على إنتاج رئيس، وما يزيد في ذلك دخول فرنسا حالياً في مرحلة الانتخابات النيابية التي ستجرى على مرحلتين في نهاية حزيران الجاري وفي تموز المقبل. ونتائج الانتخابات الأوروبية انعكست على إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون. في حين أن الوسيط الأميركي يريد من الفرنسيين التماهي مع نظرته في ملف الرئاسة وملف لبنان ككل. وتشير المصادر الى أهمية الحركة التي تقوم بها السفيرة الأميركية ليز جونسون في ضوء زيارتها الأخيرة لواشنطن وحيث عقد اللقاء الدوري بين مجموعة سفراء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وجرت مشاورات بينهم حول كافة القضايا المطروحة، كما جرت مشاورات بين السفيرة جونسون وإدارتها حول تطورات الوضع اللبناني من كافة النواحي.

وعلى الرغم من الجمود في الملف الرئاسي، لا تستبعد المصادر حصول مفاجآت خلال الشهرين المقبلين حتى نهاية آب. واذا تطور الملف الرئاسي خلال هذه الفترة وقبيل الانتخابات الأميركية، يكون قد حصل اختراق إيجابي كبير، واذا لم ينتخب رئيس يعني ان الاستحقاق مؤجل حتى ما بعد الانتخابات الأميركية. بمعنى اذا استطاع لبنان في ظل هذه المعادلة انتاج رئيس من الآن حتى نهاية آب يكون قد خطى خطوة مهمة على طريق العودة الى سكة الحلول السياسية والاقتصادية فضلاً عن ملف الجنوب بكامله.