الأربعاء 27 ذو الحجة 1445 ﻫ - 3 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نتائج معركة الرئاسة الإيرانية ستحسم مصير "ولاية الفقيه" ومشروعها

أثار مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتحطم الطائرة التي كانت تقله من أذربيجان إلى طهران ، العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الحادثة لما لها من انعكاسات على الداخل الإيراني في الدرجة الأولى لناحية خليفته الذي سيكون له دورا مهما في مواكبة انتقال الخلافة من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى من يختاره، وقد تكون الحظوظ الأعلى لنجله مجتبى، الذي استطاع تثبيت أقدامه في الدوائر الأساسية للنظام منذ ما قبل موت رئيسي، وهذا ما دفع العديد من المحللين إلى التشكيك بحادثة سقوط الطائرة الرئاسية والإشارة الى مجتبى كمستفيد من إزاحة رئيسي.

اليوم بدأت تسخن الحملة الانتخابية في طهران بعدما حدد مجلس صيانة الدستور عدد المرشحين المؤهلين لهذه الانتخابات بـ 6 من أصل 80 تقدموا بترشيحهم، واستبعد منهم مرشحين بارزين كالرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجادي والرئيس السابق للبرلمان ومستشار المرشد علي لاريجاني، ورست القائمة على ٥ مرشحين محافظين وإصلاحي واحد.

واللافت في هذه القائمة انها تضم محافظين من 3 فئات، التقليدي والثوري والحديث.

أسبوع يفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية والتي حدد موعدها في28 من الشهر الجاري وسط حماوة بين المرشحين المحافظين والتي يتصدرها سعيد جليلي المنتمي إلى الصقور الأصوليين في إيران وكان ممثلا للمرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي وعضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ العام 2008، اما المرشح الثاني فهو محمد باقر قاليباف الذي يحسب أيضاً على التيار الأصولي وعضو في مصلحة تشخيص النظام، كما أن رئاسته لبلدية طهران تشكل عاملا مهما في ترجيح فوزه، غير أن العامل الأبرز في مسيرته، توليه مركز قيادي في الحرس الثوري في مرحلة سابقة وهو ما يشكل عاملا مهما للوصول إلى كرسي الرئاسة من خلال الدعم الذي قد يحوز عليه من مؤسسة لها التأثير الكبير في المشهد السياسي داخل ايران وخارجها على امتداد العواصم التي تدير فيها العمل العسكري والسياسي.

أما بالنسبة للمرشح الثالث فهو الإصلاحي مسعود برشكيان الذي تولى منصبا وزاريا في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي وليس له روابط او عضوية في المؤسسات الأمنية أو غيرها من المراكز الحساسة سوى عضويته في مجلس شورى النظام، والبعض يرى ان لمسعود حظوظا في المنافسة مع المحافظين الذين ذكرناهم سابق، بناء على نتائج المناظرة التي جرت بين المرشحين الثلاث والتي أظهرت تقاربا في النسب التي حصلوا عليها.

وكون المنافسة بين المحافظين ستكون مستعرة يعول البعض على تشرذم الأصوات بينهم وبذلك ترتفع حظوظ الإصلاحي، إلا ان العالمين ببواطن النظام الذي يسعى مرشده للإبقاء على نهجه وهو ما أظهره من خلال تغريدته حول الانتخابات الرئاسية حيث أكد على حاجة ايران إلى رئيس واع ومؤمن بأسس الثورة ويحافظ على معادلات دولية معقدة ويحقق العمق الاستراتيجي لطهران.

وباختصار يرى أحد المراقبين للشأن الإيراني أن الأمل بتغييرات على صعيد السياسة الداخلية والخارجية لطهران هو بعيد عن التحقق ولو وصل المرشح الإصلاحي لأن المرشحين الذين اختارهم مجلس صيانة الدستور لن يخرجوا عن المبادئ الأساسية للمرشد الذي بدأ عملية تعبيد الطريق لخليفته وقد لا تختلف عملية الانتقال إلى المرشد الثالث عن تلك التي حصلت يوم انتقلت من الإمام الخميني إلى الخامنئي وأن الصراعات تنحصر بالمواقع ولا ترتبط بالمبادئ الأساسية التي أرساها الخميني.