السبت 23 ذو الحجة 1445 ﻫ - 29 يونيو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما مصير التسوية المعروضة على لبنان بالتزامن مع الضغوط الدولية؟

يندرج ما جاء في صحيفة “التلغراف” حول مطار رفيق الحريري الدولي في إطار الضغوط الدولية التي تمارس في هذا التوقيت بالذات على لبنان وعلى “حزب الله” من أجل تقديم تنازلات في المفاوضات الجارية لتسوية الوضع في الجنوب وفقاً لما تكشفه مصادر ديبلوماسية بارزة ل”صوت بيروت إنترناشونال”.

وكشفت المصادر أيضاً، أن هذا لا يمثل الضغط الوحيد بالنسبة الى ما يواجهه لبنان، إن أي عمل أمني أو عسكري إسرائيلي أو التهديد بذلك، أقله، سيدخل لبنان في تداعيات ضغط اقتصادي على الموقف السياسي، انطلاقاً من الفرصة الاقتصادية الإيجابية التي يعوَّل عليها بالنسبة الى قدوم السياح والمغتربين خلال الصيف الحالي. وأي تهديد للمطار يعني وضع هذه الفرصة في مهب الريح، وهي فرصة تمتد حتى أعياد نهاية السنة الحالية. ويتزامن ذلك مع ضغوط سياسية وتهويل يمارَس دولياً ان بالنسبة الى مغادرة الرعايا أو تسويق سيناريوهات الحرب وحتمية حصولها، بالتوازي مع التفاوض الحاصل على مسارين اثنين هما:

-المسار الذي يُعنى به الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الذي عاد الى اسرائيل بعد زيارته لبيروت والذي حمل معه بحسب المصادر، موقفاً لبنانياً يريد إبلاغه الى المسؤولين في الدولة العبرية. ويعتقد أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون حملت الى المسؤولين اللبنانيين الرد الاسرائيلي بحيث قد لا يزور هوكشتاين بيروت في الوقت الحاضر، الا اذا حصلت تطورات معينة. ويطرح لبنان مجدداً العودة الى “ستاتيكو” ما قبل ٧ تشرين الأول الماضي مع ضمانات.

-أما المسار الثاني هو التفاوض الأميركي-الإيراني الحاصل والبعيد عن الأضواء، بحيث تريد إيران وعبر وكلائها في المنطقة رفع السقوف ان في غزة أو من خلال مواقف “حزب الله” في لبنان بالنسبة الى الحلول والتسويات المطروحة. وهدف إيران من ذلك هو كسب مزيد من الامتيازات في مرحلة التفاوض من خلال تقوية الأوراق التي في حوزتها. وهذا ما يفسر الصعوبة التي تواجه التسوية ان في غزة أو في الجنوب. وبالتالي، بات كل شيء مربوط بوقف النار في غزة أولاً، واذا حصل ذلك من شأنه وقف النار على جبهة الجنوب.

وأوضحت المصادر، أن واشنطن ترفض الحرب على لبنان وهي تقف ضدها، حتى أن السيناريو الذي يتم التداول به بأن تقوم اسرائيل بحرب لخمسة أيام على لبنان دون أن تستهدف البنى التحتية بل استهداف أهداف محددة ل”حزب الله” ليست واشنطن معه، لأنها تخشى انزلاق هذا الوضع الى حرب مفتوحة ليس فقط على لبنان، بل في المنطقة، وتكون حرب إقليمية، الأمر الذي لا تريده وليست متفرغة له على بعد أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية. وحصول حرب حالياً لا يصب في مصلحة الإدارة الديمقراطية في الانتخابات.

إيران في هذا التوقيت، تريد استكمال التصعيد على جبهتي غزة والجنوب بحسب المصادر، “لتقطف أكثر” بالتفاوض. ولم تعطِ بعد إشارة التهدئة لوكلائها في المنطقة، وقد يكون ذلك قريب، أو أنه سيستمر لمدة أطول، هذا يعتمد على مسار التفاوض الذي تبدي فيه “إيجابية وانفتاح”.