الأثنين 25 ذو الحجة 1445 ﻫ - 1 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قبرص في حماية "الناتو"

لم تكن التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله مجرد تهديدات عادية، بل أتت في سياق أمر عمليات مباشر تلقاه نصرالله من النظام الإيراني، مطالباً نصرالله بتضمين الخطاب تهديد مباشر إلى قبرص التي تقع على مقربة من لبنان، وهي نقطة ارتكاز أساسية في الحرب الدائرة و الاستهدافات الحاصلة في اليمن والعراق وغزة وجنوب لبنان، بما لقبرص من موقع استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، يجعلها نقطة انطلاق للطائرات الحربية البريطانية والاسرائيلية.

يرى المحللون السياسيون أن نجمة الهلال الخصيب أي قبرص، يبدو أنها باتت تحت أنظار مطامع طهران في المنطقة، ومن هنا أتى تهديد نصرالله لجزيرة قبرص التي تحظى بحماية أوروبية، وأي تهور من قبل الحزب سيضعه في مواجهة الاتحاد الاوروبي.

بحسب المحللين، “هناك أمور أخرى جعلت طهران توجه تهديداً عبر نصرالله إلى قبرص، منها المناورات التي تجريها اسرائيل مع قبرص باستمرار، وهذا جعل من قبرص نقطة ارتكاز يخشى حزب الله منها، وبدورها تعتبر إيران أنه يمكن من قبرص أن تقوم اسرائيل بشن ضربات جوية، إضافة إلى بقية الحلفاء الآخرين لضرب إيران واليمن وحزب الله، كما أن لقبرص أهمية كبرى كجزيرة يمكن أن تكون خاصرة قوية لحماية موانئ إسرائيل، وهذه نقطة ضعف بالنسبة لحزب الله وطهران”.

يقول المحللون لموقع “صوت بيروت أنترناشيونال”، إن “هناك قاعدة جوية بريطانية في قبرص، ولها دور فعّال بضرب الحوثيين في اليمن، فالعديد من الطلعات الجوية البريطانية التي استهدفت الحوثيين انطلقت من هناك، وحققت اهدافاً مباشرة، إضافة إلى أن قبرص نقطة ثوية على البحر الأبيض المتوسط، وتلعب دوراً بارزاً وتشكل حصناً في المعركة الحالية، وتجد طهران نفسها محاصرة، لذلك تريد زعزعت استقرار المنطقة من خلال التهديد، لكن من دون نتيجة، لأن أي ضربة متهورة باتجاه قبرص، سيفتخ الناتو باب الجحيم على حزب الله والمليشيات الإيرانية في المنطقة، لكن طهران تحاول استباق الامور عبر التهديد فقط، ولن تجرؤ على القيام بأي عملية تجاه قبرص، لأن هذا سيعتبر بمثابة إعلان حرب على أوروبا، وعلى بريطانيا خصوصاً، وهذا لن يحصل، لأن طهران تدرك تداعياته الخطيرة”.