الأربعاء 27 ذو الحجة 1445 ﻫ - 3 يوليو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

زيارة الموفد الفاتيكاني استثنائية غير رعوية.. هذه أهدافها

من الواضح، وفق مصادر تابعت زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين إلى لبنان، أنها لم تكن مجرّد زيارة رعوية وإن كان عنوانها كذلك، فهي شملت لقاءات سياسية نوعية، بدءا من اللقاء الموسع في بكركي الذي ضم القيادات الروحية الإسلامية والمسيحي وقادة الأحزاب المسيحية الرئيسية مرورا بلقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وصولاً إلى ما تردد عن لقاءات أخرى ضمت الكاردينال بارولين إلى شخصيات سياسية مسيحية بالتحديد ويعتقد أن أبرزها كان مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

من الواضح أن بارولين راغب جداً في الاطلاع على المناخ السياسي العام ،من دون الاكتفاء بما يسمعه من القادة الروحيين وسواهم من الرهبانيات والمنظمات الروحية، وبالتالي هذا الحرص ينبع من أنه تبين للفاتيكان أن هناك أمورا لا بد من متابعتها بالتفاصيل و بخلفياتها وأبعادها، بإعتبار أن الأزمة ليست أزمة عادية وأن الحضور المسيحي في لبنان بات على ألمحك و المعالجات حتى الآن ما زالت قاصرة عن الوصول إلى الاهداف المطلوبة.

وبالتالي لا بد من مقاربات جديدة تستند إلى المعطيات التي استمع إليها، ممن التقاهم مباشرة خصوصا وأن الاستمرار في النهج الحالي لجهتي الاستغراق في العموميات وفي الشعارات والتركيز فقط على مجرد الحفاظ على لبنان كبلد للعيش المشترك لم تعد تكفي لمعالجة الأزمة المتفاقمة.

ومن هنا كان السؤال الأساسي لبارولين “ليس ماذا يريدون بل كيف يتصورون تحقيق ماذا يريدون ” من خلال طرح تصورات موضوعية ومقاربة للازمة اللبنانية بمختلف جوانبها وصولا إلى طرح الحلول مع المرجعيات المعنية دوليا بشكل خاص.

وكان لافتاً أن من راهن على أن بارواين سيكتفي بالموقف التقليدي الفاتيكاني كان مخطئاً فكلامه كان واضحاً في أكثر من محطة، وقد فسر البعض إشارته إلى أن الحل بالنسبة للاستحقاق الرئاسي يبدأ من مقر عين التينة بأنه تأييد للرئيس بري ودعوته للحوار إنما يؤشر عمليا بحسب أوساط مطلعة على موقف الفاتيكان ان الموفد البابوي ما قصده بكلامه أن الحل يبدأ من عين التينة بما يعني دعوة الرئيس بري مجلس النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية من دون أي تأخير.

وهذا ما اتضح أيضا بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي إذ أكد على أهمية حصول انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وضمن احترام الدستور . كما ان كلامه حول تفجير مرفأ بيروت كان لافتاً لناحية إشارته إلى هذه المأساة وتشديده على ضرورة الوصول إلى الحقيقة و عدم عرقلة التحقيق في هذا المجال وهذا الكلام يعتبر متقدما كونها المرة الأولى التي يتطرق فيها الفاتيكان إلى هكذا تفاصيل بوضوح وبشكل معبّر، لا بد أن يصل إلى من ينبغي أن يصل إليه.