الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

توتر بين إسرائيل وألمانيا حول قرار مرتقب في اليونيسكو

يزداد التوتر بين إسرائيل وألمانيا حول سياسة حكومة #الاحتلال_الإسرائيلي في الموضوع الفلسطيني، إذ يدعي مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن #ألمانيا لم تساعد على إحباط قرار معاد لإسرائيل في اللجنة الإدارية لليونيسكو – بل دفعت بكل قوة من أجل التوصل إلى تسوية مع الدول العربية، تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بعدم التصويت ضد القرار.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، طلب التكتم على اسمه بسبب حساسية الموضوع، فإن النائب السياسي لمدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشفيز، أجرى في الأسبوع الماضي، محادثة صعبة مع السفير الألماني لدى #إسرائيل ، كالمانس فون غيتسا، احتج خلالها بشدة على سلوك ألمانيا في موضوع القرار المعادي لإسرائيل في #اليونيسكو .

وجرت المحادثة بعد يومين من الأزمة التي أحدثها قرار #نتنياهو إلغاء اللقاء مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل ونوقشت خلال المحادثة مسألة إلغاء اللقاء، أيضا فوصل الجدال إلى مستويات عالية وإلى تبادل اتهامات ورفض الناطق بلسان الخارجية عمانوئيل نحشون التطرق إلى الموضوع، فيما لم تعقب سفارة ألمانيا.
اليونيسكو والقدس

يشار إلى أنه الثلاثاء القادم، وفي اليوم الذي ستحتفل فيه إسرائيل بعيد استقلالها، ستجري إدارة اليونيسكو تصويتاً على مشروع قرار في موضوع #القدس وخلافا للقرارات السابقة التي تجاهلت بشكل مطلق الرابط بين اليهود والحرم القدسي، بل التشكيك بعلاقة اليهود بالحائط الغربي، يعتبر القرار الجديد أكثر تعقيدا. والسبب في تخفيف حدة القرار يكمن في الاتفاق الذي توصل إليه سفير الاتحاد الأوروبي في اليونيسكو مع الفلسطينيين والدول العربية، بدعم ألماني.
القرار الذي أغضب إسرائيل

في إطار “الصفقة” وافق الفلسطينيون والعرب على تقديم تنازلات ملموسة، في مقدمتها شطب أي ذكر أو تطرق إلى #المسجد_الأقصى أو الحرم الشريف، من نص القرار. والأجزاء التي تم شطبها هي تلك التي أغضبت إسرائيل وجعلتها تجمد تعاونها مع اليونيسكو. كما أضيفت إلى نص القرار عبارة تقول إن القدس مهمة للديانات السماوية الثلاث: اليهودية، والمسيحية والإسلامية.

ورغم التخفيف الملموس في نص القرار، إلا أن إسرائيل لم تحب “الصفقة” بين الأوروبيين والعرب. والسبب الأول لذلك هو أن القرار بقي سياسياً ولا يزال ينتقد إسرائيل. كما أنه لا يزال يعتبر إسرائيل “قوة محتلة” في كل ما يتعلق بالقدس، ولا يعترف بضم القدس الشرقية، وينتقد بشدة الحفريات التي تنفذها إسرائيل في القدس الشرقية وفي محيط البلدة القديمة، كما ينتقدها بسبب الأوضاع في غزة وسلوكها في الحرم الإبراهيمي وفي قبر راحيل في بيت لحم.

أما السبب الثاني، وربما الأهم الذي سبب الغضب لإسرائيل فهو أن “الصفقة” شملت مقابلا على شاكلة قرار موحد لكل دول الاتحاد الأوروبي (11 دولة) الأعضاء في إدارة اليونيسكو، ينص على الامتناع أو دعم القرار خلال التصويت الذي سيجري يوم الثلاثاء، وعدم التصويت ضده. في مثل هذه الحالة سيتقلص بشكل دراماتيكي عدد الدول التي ستصوت ضد القرار، وبالتالي سيحظى بالشرعية.

وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية إن إسرائيل اعتقدت، أن ألمانيا، وكما فعلت في كل القرارات السابقة، ستعارض أي قرار معادٍ لإسرائيل مهما كان نصه، بل ستساعد إسرائيل على تجنيد دول أوروبية أخرى لكي تعارض. لكن الألمان قرروا الدفع نحو التسوية مع العرب وصياغة إجماع أوروبي، الأمر الذي قلص مجال المناورة الإسرائيلي بشكل دراماتيكي.

خلال المحادثة بين أوشفيز والسفير الألماني، والمحادثات التي جرت بين دبلوماسيين إسرائيليين وألمان، ادعى الألمان أن الخطوة التي قادوها ساعدت إسرائيل لأنه تم تخفيف مشروع القرار بشكل كبير. وقال مسؤول إسرائيلي إن الرد الإسرائيلي على ذلك قال إن حقيقة كون القرار أقل سوءا مما كان عليه في السابق لا تثير العزاء.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الرد الذي تم نقله إلى الألمان يقول إنه “إذا لم يكن هناك مكان للسياسة في اليونيسكو، فهذا يعني أنه لا مكان للسياسة. لماذا تتعاونون مع قرار سياسي ولماذا تساعدون على تجنيد إجماع أوروبي حول هذا القرار؟”.

وقال دبلوماسيون من إسرائيل إن الخطوة الألمانية جاءت قبل الأزمة التي رافقت زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل. ومع ذلك، قالوا، إن المواجهة بين نتنياهو وغابرييل في موضوع اللقاء مع نشطاء يكسرون الصمت، زادت من صعوبة إقناع الألمان بالتوقف عن السعي للتسوية مع العرب. وقال دبلوماسي إسرائيلي: “لقد فهمنا في الأيام الأخيرة أن قدرتنا على استخدام ألمانيا لكي تساعدنا سياسيا ليست واردة”.

 

المصدر العربية

رام الله – خالد القاسم