الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحريري: أعرف من اغتال والدي… ولن أنتقم

اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان “التفاهم الذي حصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون قد أنهى مرحلة الفراغ الرئاسي وخطا بلبنان خطوات متقدمة نحو الافضل، وهذا ما بدأ يلمسه جميع اللبنانيين”. وقال خلال مقابلة مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “كل يوم” عبر قناة “ON E HD” المصرية: “ليس صحيحا ان حزب الله هو الذي منع الارهاب عن لبنان”. وشدد على ان “الاسلام هو الاعتدال والوسطية وان المعركة في المنطقة بين الاعتدال والتطرف”.

وفيما يأتي نص المقابلة:

سئل: آخر لقاء كان بيننا منذ سبع سنوات، ما الذي تغير بسعد الحريري منذ سبع سنوات؟

أجاب: “أصبح سعد الحريري يعي الامور أكثر وتعلم من الامور التي حصلت خلال السنوات السبع هذه. وأنا أرى أن كل المنطقة أيضا تغيرت، وتعلمت أمرا أساسيا أن لا شيء يبقى كما هو، إذ يجب على الإنسان أن يتأقلم مع كل المتغيرات التي تحصل في المنطقة وفي بلده، تعلمت كثيرا، وسعد الحريري في 2010 غير سعد الحريري في 2017”.

سئل: ما هي فكرة التأقلم؟ أي أنك ممكن أن تجلس وتتعامل مع أشخاص لم تكن ترغب في الجلوس والتعامل معهم؟

أجاب: “في النهاية على الانسان العمل لمصلحة بلده، ربما شهد لبنان في مرحلة من المراحل إنقسامات وكنا نراها من الأساسيات في الاختلاف في البلد، ولكن عندما يأتي موضوع أكبر من كل الأفرقاء في لبنان، نصل الى مكان يجب أن نتنازل فيه في أماكن معينة وكذلك على الآخرين التنازل. وهذا ما أدى الى حدوث تفاهمات في لبنان لمصلحة البلد، وضعنا مصلحة البلد قبل كل مصالحنا السياسية التي كنا نتمسك بها”.

سئل: أنا كنت موجودا عندما عدت وتجرعت السم، أي انني سمعت من أشخاص من أهلنا السنة في لبنان أن هذا تجرع للسم وخيانة للقضية الوطنية، لم يعرف أحد ما هي نقطة التحول يعني ماذا حدث؟

أجاب: “يجب على الإنسان أن يمتلك أحيانا الشجاعة بأن يخطو خطوات يعرف أنها لمصلحة البلد، إذ يجب ألا يبقى الإنسان في مكانه وينتظر الأمور لتسبقه، خاصة عندما نرى الأمور التي تحصل في المنطقة، وما حصل في سوريا والعراق وليبيا وبعض الأماكن في مصر جعلنا نسأل أنفسنا: ماذا نفعل نحن؟ هل سيفيد هذا الانقسام اللبنانيين أو ربما إذا تنازلت في مكان وقمت بخطوة تجاه الرئيس ميشال عون الذي تم انتخابه سينقذ البلد؟ وفعليا وصلنا الحمد لله حينها الى اتفاق من خلال مفاوضات وترى اليوم البلد أفضل بكثير مما كنا عليه”.

سئل: المصريون لا يفهمون كثيرا الشأن اللبناني، ما هي نقطة التحول؟ ماذا حصل؟ إذ كان هناك رفض كبير للرئيس عون على مدى سنتين وأكثر، ما هو الاتفاق الذي حصل؟

أجاب: “ربما ما تمرون به في مصر اليوم مرحلة صعبة جدا، إلا أن الاجراءات التي تقومون بها هي الصحيحة، أي التحول الاقتصادي، لأن المشكلة التي حصلت في مصر سابقا نتيجة انه لم يحصل أي تقدم أو أي تغيير في القوانين والمستجدات الاقتصادية العالمية، وبالتالي حتى تنتقل من مكان الى آخر ستكون هناك مرحلة صعبة على المصريين، ولكن أؤكد أنه بالاجراءات التي تتخذونها تخرج مصر من المرحلة التي كانت غارقة فيها وتذهب الى مرحلة أخرى”.

وأضاف: “الشخص الذي لديه شركة، أو مطعم، يمكن أن تتراجع أوضاعها ولكن لا يعترف بالأمر، ويقول ان ما أقوم به هو الصح، ربما يجب جذب الناس بطريقة أخرى، فعلى صاحب المطعم إما أن يأخذ قرارا ويعترف بأنه خسر، أو يكمل كما هو ويقفل المطعم نهائيا أو يقفله لمرحلة من أجل إجراء التحسين ثم يعيد افتتاحه لتعود الناس وتتدفق إليه. والمرحلة الحالية التي تقومون بها هي مرحلة تحسين في القوانين والإقتصاد لكي يتقدم المصريون إلى الأمام”.

وتابع: “كل العالم يتقدم ونحن نتأخر، لماذا؟ هم لم يخترعوا البترول بل ينفذون سياسات إقتصادية واضحة، وممكن كان هناك فساد يجب إنهاؤه. بالنسبة إلينا في لبنان اليوم، يجب إنهاء الهدر والفساد، أجرينا تغييرا في الكثير وتعيينات أمنية ورقابية وهذا سيساعد على محاربة الفساد. وكذلك أنتم في مصر عليكم تحديث بعض القوانين وإن شاء الله تصلون”.

سئل: أنا مصر على معرفة اللحظة التاريخية، قمت في يوم وقلت سأضع يدي بيد ميشال عون، هل كانت هذه اللحظة قبل القرار بيوم أو يومين؟ هل استشرت احدا؟

أجاب: “حصل نقاش طويل بين مجموعة من المستشارين عندي وقلنا انه يجب علينا ابتداع أمر ما إذ لا يمكن ان نبقى مكاننا، وكانت نظريتي واضحة منذ البداية. قبل انتخاب ميشال عون كنت قد رشحت سليمان فرنجية، كذلك كان سليمان بك في مكان في السياسة مختلفا عني، إلا أنني كنت أرى أن الفراغ في رئاسة الجمهورية هو قاتل لبنان، لذلك فإن محاولة سد هذا الفراغ حتى لو مع شخص أنا لا أتفاهم معه أفضل من الحالة التي كنا نعيش فيها”.

وتابع: “لحسن الحظ تفاهمنا مع فخامة الرئيس ميشال عون بشكل كبير وما زال هذا التفاهم سائدا، كانت نظريتي أن البقاء على هذا النوع من الترهل في المؤسسات والدولة هو مقتل لبنان فعليا وكنا سنصل الى أماكن كالانتخابات النيابية وغيرها من دون معرفة ما يجب القيام به. كذلك وجدت حكومة ترأسها الرئيس تمام سلام كانت تعاني أيضا وغير قادرة على التنفيذ على الارض، توقف كل شيء”.

سئل: هل توجد اي قوة اقليمية دولية؟ يقولون دائما في الاعلام اللبناني إشارات خضراء وإشارات حمراء ومباركة وتوافق، لم يحدث أي شيء من هذا؟

أجاب: “MADE IN LEBANON دائما أقول ان لبنان أولا، وأنتم الآن في مصر تقولون مصر أولا. وصلنا الى مرحلة رأينا فيها أنه مهما تعاطفت القوى الاقليمية مع لبنان، إن لم يحل اللبنانيون مشاكلهم بأنفسهم لن يأتي أحد ليحلها لهم. تشاورنا في مرحلة من المراحل، إلا أن القرار اتخذته أنا واتخذه الرئيس عون، الذي كان يقوم كذلك باتفاق مع خصم، فكنا خصمين، لكن عندما اتفقنا وجدنا أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا”.

سئل: هناك أمر لا يفهمه الناس عن الشارع اللبناني، يوم يكون الوضع نارا وقتلا وميليشيا ويوم تفاهما وتقاربا، كيف هذا؟

أجاب: “تعرف لماذا؟ لأن هذه هي الديموقراطية، الديموقراطية هي أن تقبل الرأي الآخر مهما اختلف معك. مثلا في مجلس النواب عندنا، ممكن أن ترى نائبا يتحدث بشكل تقول انه من المستحيل أن يسلم على النائب الآخر، ينزلان عن المنبر وبعد عشر دقائق يرتشفان القهوة سويا، لأن احترام الرأي الآخر في لبنان متجذر عندنا، فنحن نملك ديموقراطية قديمة وربما هذا ما يغني لبنان”.

سئل: هل انتم مستعدون لشرب قهوة مع “حزب الله” مثلا؟

أجاب: في مجلس الوزراء يوجد وزراء لحزب الله، أختلف معهم في سياستهم. وتوجد سياسات لن نتوافق عليها، وكذلك هو لا يمكن أن يتوافق مع السياسات التي أتبعها، لذلك سنختلف في هذه الأمور لكن قلنا بدلا من أن نختلف ونوقف البلد لنختلف ونضع هذا الخلاف جانبا ونكمل في بناء البلد”.

وأضاف: “تذكر أن رفيق الحريري كانت لديه خلافات كبيرة، ولكنه كان دائما يضع البلد أمامه ويضع كل الخلافات جانبا، كانت توجد أمور سياسية متجذرة يختلف عليها مع النظام السوري إلا أنه كان يرى وجوب المحافظة على البلد وبنائه وإعماره ويأتي بتوافق في مجلس الوزراء ليكمل وينعش الإقتصاد. لذلك يمكن أن تختلف في السياسة في بعض الامور، وتوجد أمور أخرى تكمل بها”.

سئل: هل تشعر أنك مطلق المسؤولية؟ أي يمكنك أن تتخذ قراراتك من دون ضغط من أحد أو أن تراعي قوى موجودة على الارض من دون أن تخاف من التهديد؟ للأسف في لبنان منذ عشرين سنة وجد اللوبي السوري وبعدها انتهى…

أجاب: “لا لم يكن يوجد لوبي بل وصاية، إحتلال”.

سئل: لم يكن أحد يعرف كيفية اتخاذ قرار؟

اجاب: “صحيح. القرار اللبناني هو الطاغي في البلد. نعم توجد ضغوطات من بعض الدول الاقليمية ولكن إذا قارناها بما كان يحصل في السابق نرى أنها جزء صغير جدا مما كان يحصل في السابق. على سبيل المثال، في أيام تدخل النظام السوري في لبنان لم يكن بإمكاننا تعيين مدير عام أو غيره، لكن الآن الاتفاق بين القوى السياسية اللبنانية يسمح بهكذا تعيينات. ويوجد حوار ونقاش جار وحيوي، وهذه هي “لذة” السياسة في لبنان أننا لا نأخذ كل شيء إقليميا بل على العكس يكون القرار في لبنان”.

قيل له: إنما الهمز واللمز الذي نسمعه دائما في الإعلام اللبناني أن مراكز القوى وأن أحدا هو الذي يتخذ القرار، وأن أحدا لديه قدرة على التعطيل؟

أجاب: “اليوم في مجلس الوزراء يمكن للجميع أن يعطل ويمكن للجميع ان يسير الوضع، لكن القرار اليوم في البلد مع التفاهم الذي قمنا به مع كل الأفرقاء أنه يجب أن نسير الى الامام، وإن شاء الله سيقفز لبنان قريبا قفزة نوعية خلال الاشهر المقبلة”.

سئل: كانت هناك تصريحات للرئيس عون، ورأيتك منذ يومين في الساحة تقول ان الرئيس عون وقف وراء مطالب الناس، أراك تساند الرئيس وتحترم قراراته؟

أجاب: “هذا رئيس الجمهورية بالتأكيد سأحترمه، وأي رئيس وزراء سيحترم رئيس الجمهورية إذا أراد ان يعمل لمصلحة البلد. لا أعرف عن أي تصريحات تتحدث”.

قيل له: عندما تحدث عن ان الجيش اللبناني لا يستطيع ان يدافع عن حدوده لذا سلاح حزب الله شرعي؟

أجاب: “مثلا هذه أمور خلافية مع بعض الافرقاء في لبنان، البيان الوزاري الذي أخذنا عليه الثقة نحن في مجلس الوزراء واضح فيه احترامنا لـ 1701 وللقرارات الدولية وكيف نعالج بعض الامور التي يمكن ان تحصل، وإذا حصل لا سمح الله أي مشكلة على الحدود هناك لجنة تضم الجانب اللبناني والامم المتحدة والجانب الاسرائيلي ويناقش هذا الامر في هذه اللجنة، أما في ما يخص هذه السياسة فهناك خلاف”.

سئل: هذا موضوع استراتيجي؟

أجاب: “هذا موضوع استراتيجي نعم، ويمكن أن أفكر بالقيام بمشكل كبير فيه، وكذلك يمكن لفخامة الرئيس أن يفكر بالقيام بمشكل كبير فيه، ولكننا اتخذنا القرار أن هذه الامور نختلف عليها في السياسة وفي الاستراتيجية نضعها جانبا ولا نعطل البلد بسببها. كيف يمكننا القيام بذلك؟ هذه هي الخلطة اللبنانية السحرية التي يدار بها لبنان”.

سئل: لكن من حيث المبدأ لو ان الجيش اللبناني فعلا غير قادر على حماية الحدود اللبنانية ما هي اقتراحاتك؟ دائما يتحدث الإخوان في “حزب الله” وسماحة السيد حسن نصر الله اننا نقف وندافع ولا يمكن لأحد القيام بذلك، ما هي اقتراحاتك؟

أجاب: “عاش لبنان مقاومات عدة في تاريخه وهذا ليس غريبا كيف قاوم لبنان الاسرائيلي في كل المراحل. أتى حزب الله في الثمانينات، ولكن قبل ذلك كان يوجد اليسار وفتح ومقاومات عدة تصدت للاسرائيلي. النجاح الذي حصل عليه حزب الله بعدها هو لوجود وحدة وطنية صانت هذه المقاومة في كل هذه المرحلة بعد العام 1982 حتى العام 2000 او 2005، حصل بعدها انقسام سياسي”.

وأضاف: “تلال كفرشوبا وشبعا ما زالت محتلة ولم يعد هناك الإحتلال الكبير الذي كان قائما، يوجد خلاف سياسي على الموضوع، وهناك وجهة نظر تقول انه يجب على الجيش اللبناني ان يدافع، يجب ان نصل الى قدرة الدفاع”.

قيل له: لكن عندما تتكلم معهم دائما يقال عندما يستطيع الجيش؟

أجاب: “جيد، ولكن يجب أن نعمل على الاستراتيجية الدفاعية التي وضعناها على طاولة الحوار لأنه يوجد خلاف على هذا الموضوع. أما في ما يخص حزب الله، وأنا صريح جدا، حزب الله شأن إقليمي وليس فقط لبنانيا، لذا لا تأتي إسرائيل وتلوم لبنان عليه، إسرائيل تتوجه الى الدولة اللبنانية إلا أنه فعليا هو موضوع اقليمي. ومحاولة وضع لبنان في فوهة المدفع بهذا الشكل هو قرار خاطىء من قبل إسرائيل، لأننا إذا نظرنا الى كل طرق “السلبطة” التي تتوجه بها اسرائيل الى العرب، مثلا غزة تشكل تهديدا لها، من يسمع يصدق”.

سئل: انت تقصد انه لو لم يكن “حزب الله” موجودا في الجنوب اللبناني ما كانت هذه الهجمات الاسرائلية لتحصل؟

أجاب: “لدى إسرائيل مصالحها وحروب قامت بها، إلا ان العرب جميعا عليهم مقاومة إسرائيل، لماذا يحمل لبنان وحده الأمر على عاتقه؟ لذلك نحن وبالنقاش الذي نجريه دائما ندعو الى طاولة الحوار لنضع هذا الامر عليها ونتحدث به بين اللبنانيين”.

سئل: أعرف أن هذا الموضوع حساس في الشأن اللبناني، يقول “حزب الله” اننا نحن منعنا الارهاب عن لبنان بدخولنا سوريا، ما رأيك؟

أجاب: “هذا غير صحيح. بالنسبة الي هذا هو الخلاف السياسي بيننا وبين الحزب. أرى ان هذا الكلام غير صحيح. هناك تفسيران لهذا الموضوع، عندما تدخل نفسك في مشكل في سوريا أنت تأتي بالبلاء الى بلدك ولم يكن يجب علينا التدخل، لأن هذا البلاء أتى بعد التدخل، هذه وجهة نظر، الا ان وجهة نظرهم مختلفة، نضعها جانبا. نقول في السياسة ان هذه الامور الخلافية وهي جذرية، هل سأقنع حزب الله بوجهة نظري؟ لا، هل سيقنعوني هم بوجهة نظرهم؟ لا، إذا هل نخرب البلد؟”.

سئل: الى أي مدى يمكنك الحفاظ على هذا التوازن؟

أجاب: “يجب أن تكون هادئا وصبورا وترى مصلحة بلدك. الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول ما حدا أكبر من بلده. لذا نحن كلنا كأحزاب موجودون اليوم وسنذهب، إلا أن لبنان باق. وانتم اليوم في مصر كلكم موجودون اليوم إلا أنكم ستذهبون وانتم ستقررون كيف ستتركون مصر”.

وأضاف: “نحن في لبنان قررنا أن نضع هذا الخلاف الذي كان ناشئا جانبا، وننظر الى البلد ونقوم بكل الخطوات التي قامت بها بلاد أخرى”.

سئل: هل يمكن أن يأتي وقت تقرر فيه أن تترك الحياة السياسية وتشعر أن لا فائدة من الموضوع ولا أمل؟

أجاب: “كان لبنان قبل سعد الحريري وقبل رفيق الحريري ومنذ آلاف السنين، لبنان باق، اللهم أن نعمل ويقدرنا الله على أن نقوم بالخير للناس وننفذ السياسات الصحيحة. المعركة في المنطقة اليوم هي أيضا بين الاعتدال والتطرف، الاعتدال هو قوة وليس ضعفا، وتوجد اليوم حفنة من الجماعات المتطرفة تحاول تخويف الناس، لذلك يجب أن يكون هناك قوة في وجههم وهي الاعتدال، والاسلام هو الاعتدال والوسطية. فلا يخبرن أحد أن الاسلام يقطع أعناق الناس، وكل الامور التي نراها لا علاقة لها بالاسلام بل هي تشويه له”.

وأضاف: “أنا اعتبر نفسي في لبنان من اكثر الناس التي تريدها هذه الفئة الضالة المتطرفة، لأنها تعرف ان هذا النوع من الاعتدال الذي فيه منطق وهو مشروع يمكن ان ينجح، وسينجح بإذن الله في لبنان، هو فعليا المشروع الذي تقف هذه الفئة المتطرفة ضده. هم يعيشون على تخويف الناس، وعندما يخاف الناس هنا تكمن المشكلة، لذا يجب ان نكون أقوياء كما تفعلون أيضا هنا في مصر. الخطوات التي يقوم بها الرئيس السيسي أكان في محاربة الإرهاب أو كل تحديث للاقتصاد هي المرحلة الفعلية التغييرية التي ستصل اليها مصر إن شاء الله، وسترون ان الاقتصاد سيتغير. ويجب ان تبدأ”.

قيل له: نحتاج لأحد يرى الامور من الخارج؟

أجاب: “هذه هي المشكلة، في لبنان يقولون الناس تغرق في شبر ماء، وفعليا هو شبر ماء، وفعليا الناس لا يرون أين أصبحت مصر لكن اليوم أنظر من لبنان، نعم تتعذبون في موضوع الإقتصاد، لكن أرى الحريات في مصر وكيف يعبر الناس عن أنفسهم، وفي الاقتصاد الإجراءات أصبحت أسهل من السابق بكثير”.

سئل: يرى البعض ان الحل السوري هو ببشار الاسد ويرى آخرون أن الحل السوري بلا بشار الاسد، ماذا ترى حضرتك؟

أجاب: “انتفض الشعب السوري، وهو لم ينتفض من الفراغ بل للتغيير وليرى ان هذا الجزء من الحريات، التي تشهدونها في مصر ولدينا منها في لبنان وتونس وأماكن اخرى، يكتسبونها. هل اكتسبوا هذا الحق؟ هل القتل هو الحل أو أن نعطي الناس ما يريدون؟”.

وأضاف: “ما يجب على الناس فهمه في العالم ان ما يحصل اليوم في سوريا هو اقتتال قوى خارجية وداخلية لحكم سوريا. لكن أساس المعركة هو الشعب، هل كان الشعب السوري داعشيا؟ لا، لم يكن يوما داعشيا، لذلك يريد الشعب السوري التغيير وتوجد اليوم معارضة، وهذا شأن سوري. ولكن أقول بصراحة إذا وضع المجتمع الدولي الفرضيات للشعب السوري لن تسير، الشعب السوري هو الذي سيقرر من سيكون على رأسه، لا أنت ولا أنا”.

قيل له: حضرتك تعرف عندما تحصل الانتخابات الشعب السوري، 9 من 10؟

أجاب: “هذا كان سابقا، ولكن الآن الموضوع مختلف. لدينا في لبنان مليون ونصف مليون سوري، وثلاثة ملايين في تركيا ومليونان في الاردن ومليون في أوروبا وخمسمئة ألف في مصر ومليون في الخليج غير التهجير في الداخل، يجب على المجتمع الدولي ألا يضع الفرضيات، وسيحل الامر الشعب السوري”.

سئل: انت ترى المستقبل في سوريا ببشار الاسد أو من دون بشار الاسد؟ أي وضع أفضل بالنسبة لسوريا؟

أجاب: “موقفي معروف. انا لا أؤمن بهذا النظام، وهذا النظام فعل ما فعل في سوريا ولا يمكن ان يكمل في قيادتها، هذا رأيي، وهذا أمر نختلف عليه مع الرئيس ولكن لا يعني ان نخرب البلد عليه. موقفي بالمطلق لا أرى ان البقاء على وجود المشكلة هو الحل”.

قيل له: ألست منزعجا من انقلاب الخريطة الآن في الحرب السورية؟ كانت الثورة والمعارضة متقدمة، الا أن هذا النظام بدأ بالتنفس والكسب بعد دخول روسيا وأطراف كثيرة؟ هذا يعني ان المشكلة تتعقد وليست متجهة الى حلحلة؟

أجاب: “نعم ولكن لم تحل. كل ما تفضلت به صحيح ولكن هذا لا يعني أنه يوجد من ربح ومن خسر، في النهاية يجب إيجاد حل في سوريا، والحل هو الشعب السوري. حجم القتل التي حصلت في سوريا لا يمكن ان تكون التركيبة الجديدة فيها”.

سئل: تعطيها كم سنة؟

أجاب: “لا أعرف. ولكن حتى من يقول انه يعرف هو لا يعرف. تعقدت الأمور إلا أن هذا لا يعني أنها ستدوم الى ما لانهاية. لا يوجد حروب تبقى الى ما لانهاية. عانينا الحرب الاهلية في لبنان، ومن يتابعها في مرحلة من المراحل كان يقول لن تنتهي، إلا أنها انتهت”.

سئل: في يوم وليلة؟

أجاب: “في يوم وليلة. ألم تحصل أزمات في مصر واعتقدتم أنها لن تنتهي؟ ولكنها انتهت؟ لا شيء يدوم. أهم ما في الحياة أن لا شيء يدوم”.

سئل: ما هي العوائق أمام العلاقات المصرية اللبنانية، وهي علاقات تاريخية؟

أجاب: “هي علاقات جيدة. إلا أن آخر اجتماع عقدناه كان في العام 2010، ولسوء الحظ فإن الحكومات التي أتت بعدي وأيضا في مصر لم تتابع وحصل تعثر من الجهتين. أريد تعاونا كبيرا جدا في هذا المجال، لأنني أرى أن مشاكلنا ومشاكل المصريين واحدة، لديكم مشاكل في فرص العمل والبطالة والزراعة وهذه المشاكل نعاني منها أيضا. لذلك علينا كدولتين أن نتعاون في كل هذه المجالات ونشجع رجال الأعمال في لبنان ومصر على أن يستثمروا في البلدين. وسبب مجيء كل الوزراء اللبنانيين إلى مصر أن لديهم ملفات عالقة المطلوب حلها بالإضافة إلى التواصل الدائم”.

وأضاف: “يجب ان تحصل اجتماعات اللجان هذه سنويا وإن لم تحصل لن يكون هناك تقدم في العلاقات بين البلدين خاصة التجارية. حجم التجارة التي تحصل في دول أوروبا مثلا أكبر من أن نقارن نحن بها. لذلك يجب ان نحسن كل الامور التي تعيقنا عن التقدم في التجارة أكان في النوعية او سرعة ردة الفعل في اتخاذ القرارات بين الدولتين، اضافة الى ان الاتفاقيات التي نقوم بها يجب ان تساعد على إغلاق الفراغات الموجودة لدى الطرف الآخر”.

سئل: هل سيكون هناك تعاون عسكري أمني؟

أجاب: “هناك اتفاقيات بيننا وبين مصر، وانتم ساعدتم في السابق الجيش اللبناني أكان بالذخيرة أو بالسلاح منذ عشر سنوات. في المجالات الأمنية التعاون كبير جدا في ما يخص مكافحة الإرهاب”.

سئل: ما رأيك بالرئيس دونالد ترامب؟

أجاب: “لم نر في المنطقة شيئا بعد بالنسبة لسياسة الرئيس ترامب، لكن ميزته أنه إنسان واضح. واعتقد ان العقل العملاني لديه يمكن أن تستفيد المنطقة منه”.

قيل له: لكن هذا الرأي بعكس أغلب الناس حتى الاميركيين أنفسهم؟

أجاب: “هو رئيس أميركا وهي دولة عظمى ولديهم نظام، وهو الرئيس الذي يجب أن نتعامل معه في هذه المرحلة”.

سئل: هل ترى أن لديه أملا في الاستمرار؟

أجاب: “الإنسان بأفعاله، أنا لم آت لأقيم النظام الأميركي، ربما صراحة هذا الرجل أوصلته”.

سئل: هل انت نادم على انك خرجت من “البزنيس” الخاص بك؟

أجاب: “الإنسان ينتقل من مرحلة الى أخرى والحمد لله. لم أخرج منه بخيار، تم اغتيال رفيق الحريري، ولو أنه لا يزال حيا لم أكن موجودا في السياسة ولم نكن نتحاور، رفيق الحريري قتل لأنه يمثل شريحة كبيرة من العرب واللبنانيين الذين يؤمنون بالاعتدال والحداثة والاقتصاد والحياة”.

سئل: بالرغم من كل ما تراه ينتصر من حولك، وهم أدوات للتطرف ولاستخدام القوة والعنف والامر الواقع، هل ما زلت مقتنعا جدا بالاعتدال؟

أجاب: “لأن هناك غدا وبعد غد. يوجد من يستبد اليوم، ولكن إذا قرأنا التاريخ هل نجد مستبدا، خصوصا في منطقتنا، استمر؟”.

قيل له: ولكن تكون ضحاياه كثيرة؟

أجاب: “صحيح ولكن هذا لا يعني أن نفقد الأمل، على العكس. أنا إنسان بطبيعتي إيجابي وكان الشهيد يقول لي دائما حاول ان ترى الجيد بكل أمر سيىء، عندها ستجد ان ما حصل هو ربما ليدخلك الى مرحلة أخرى. لبنان اليوم يمر بمرحلة جيدة جدا”.

سئل: هناك تغيير كبير في لبنان خلال الاشهر الستة الماضية؟

أجاب: “أليس هذا أمرا ايجابيا؟ اعتقد البعض أن خيار الحوار الذي بنيناه سيودي بنا الى الويلات، وانظر الآن”.

قيل له: حتى ان هناك تشكيكا في الانتخابات الان؟

أجاب: “لا، سنضع قانونا وليطمئن اللبنانيون، ربما يكون هناك تأخير تقني إلا أننا سنذهب الى الانتخابات. لا يهول علينا أحد ولن يحصل فراغ. روح الايجابية السائدة هي ما نريده في لبنان”.

سئل: ألا ترى أن التحقيق في اغتيال الشهيد الحريري طال كثيرا؟

أجاب: “لا، كل المحاكم الدولية تستغرق وقتا، 25 عاما، 20، 30 عاما. المحاكم الدولية التي حصلت كانت تعرف من ارتكب الجرائم، الفرق انه في المحكمة الخاصة في لبنان لا نعرف، لذا استغرق التحقيق وقتا وستأخذ المحاكمة وقتا. اي قضية ترفع تأخذ وقتا، فما بالك بقضية كقضية رفيق الحريري، لن تأخذ شهرا أو اثنين أو سنة أو سنتين، إلا أنني متأكد من أن العدالة ستأخذ مجراها”.

قيل له: لا تظهر اي تطورات او مؤشرات؟

أجاب: “أرى ان هذه المحكمة تقوم بعمل دؤوب لتثبت مصداقيتها وتقوم بعمل طويل جدا. المشكلة في العالم العربي اننا نريد العدالة بسرعة، إذا أردت المحافظة على حق البريء يجب المرور بطريقة، ما يجب ان نرسخه بعقولنا كعرب ان من يصل الى المحكمة لا يعني انه هو من ارتكب”.

سئل: ليس لديك اي فكرة ولو غامضة؟

أجاب: “أعرف انه يوجد أشخاص متهمون وأعرف من أين هم وما هو انتماؤهم، ولكن يوجد طريقة. بمعرفتك لرفيق الحريري كيف احترامه للعدل والعدالة، هل يشكك به؟ لماذا يطلب مني انا ان أشكك به؟”.

أضاف: “تقوم المحكمة الدولية بعملها، وكان رفيق الحريري أكثر إنسان يحترم العدالة والقضاء وكل ما يتعلق بحرية التعبير والدستور، فكيف سيكون إبنه؟ إذا لم أكن مثله وعلى نفس المستوى من التبصر والصبر والحكمة، بالتأكيد لن أصل اليه لأنه كان إنسان أسطورة، إلا أننا نعمل ونحاول تكرار الحكاية التي كان يخبرنا إياها رفيق الحريري التي هي حكاية حب إنسان للوطن، وهذا ما ميزه. فما ميز رفيق الحريري في مسيرته عن الآخرين أنه كان دائما يحاول إيجاد حلول لكل مشكلة، وعندما كان يواجه بالسياسة كان يلف على الموضوع ويكمل مشروعه أكان بتسوية أو عدمها. أو ربما يتخلى عن المشروع ويضعه جانبا ويعمل على مشروع ثان وثالث ورابع وخامس”.

سئل: لو سألك أحد أبنائك “والدي من قتل جدي؟” هل ستعرف الاجابة؟

أجاب: “هم يعرفون أصلا”.

سئل: أي أنك تعلم من اغتال؟

أجاب: “بالتأكيد أعرف. اتخذت قرارا ألا أنتقم وأن أسير على الطريق الذي كان رفيق الحريري سار عليه، رفيق الحريري لن ينتقم لانه لم يكن رجلا انتقاميا، بل كان رجل عدل واعتدال وحق وحب، أحب الناس لأنه كان صادقا معهم. كنت أقول للوالد “ليش انت هلقد آدمي؟” لماذا لا تستعمل مجموعة من الشباب كميليشيا؟ قال لي: إذا قمت بهذا أصبح مثل غيري. يحبني الناس لأنني صادق معهم، فأنا صادق مع الناس وسأبقى صادقا معهم. وإذا تعلمت شيئا من رفيق الحريري فهو أن تبقى صادقا مع الناس”.

سئل: هل تخاف على حياتك بعدما تم اغتيال والدك؟

أجاب: “عندما تأتي ساعة الإنسان يأخذها ربنا سبحانه وتعالى، يجب علي احترام الاجراءات الأمنية التي يضعها الأمن الخاص بي. رحمه الله، لم يكن الشهيد يهتم بهذا الموضوع”.

قيل له: كنا عندما نكون جالسين في أي مكان أو مطعم يدخل رفيق الحريري ويجلس ويأكل ويتحدث؟

أجاب: “هذا خطأ. يجب أن تحصل هذه الأمور إلا أنه يجب أن يأخذ التحركات بالاعتبار”.

سئل: يتحدث الإعلام اللبناني بمرارة عن فساد الدولة وفساد المسؤولين، وحضرتك نزلت الى الساحة وتحدثت عن الهدر. هل الفساد كبير داخل الدولة اللبنانية؟

أجاب: “نعم، عندما يبقى البلد من دون رئيس للجمهورية لمدة ثلاث سنوات ماذا تتوقع أن يفعل الناس؟ لم تعد توجد مؤسسات بل فراغ، نحن اليوم كدولة نحاول استعادة هذه الثقة والقضاء على الفساد الذي تغلغل في الادارة اللبنانية. سنحارب هذا الفساد وسنوقف هذا الهدر”.

سئل: هل فوجئت بموقف الناس في الساحة؟ ربما حضرتك أول رئيس تنفيذي كبير ينزل عند الناس في الشارع وهم في حالة غضب؟

أجاب: “رأيتهم في حالة غضب، ومن الطبيعي ان يكونوا غاضبين، وربما الطريقة التي تعاملوا بها نابعة من حرقة قلبهم”.

سئل: لم تنزعج؟

أجاب: “لا، أنزعج أن من حق الشاب أن يسأل ويكون غاضبا، لانه لديه حيوية في دمه ويريد التغيير وأن يرى نفسه والبلد في أفضل الأماكن. أنا قلت لهم تفضلوا لنجلس الى الطاولة كي أرى ما الذي يمكن القيام به”.

سئل: انت مستعد لتنزل الى شباب غاضبين في اي وقت؟

أجاب: “أكيد، هذا واجبي. أنا اليوم موظف من الشعب اللبناني”.

سئل: ألم يقل لك أحد من مستشاريك اننا قلنا لك لا تنزل وسط الناس لأنهم سيضايقونك؟

أجاب: “نزلت لأن من الشجاعة أن تواجه المشكلة وتحلها، وتقول للناس بصدق ما يحصل ويجب أن يتفهموا أو أن تتفهم أنت ما يحصل”.

سئل: أصبحت ربع التركيبة السكانية في لبنان سورية، كيف ستتصرفون في هذا الموضوع؟

أجاب: “نعمل على مشروع كبير، سأذهب الى برسلز أطرح قدرة لبنان على تحمل هذا الموضوع ويجب ان يتحمل المجتمع الدولي جزءا كبيرا من المشكلة التي نواجهها في لبنان، إذ ليس من الطبيعي ان يتحمل لبنان كل هذا الوزر ولا يفعل المجتمع الدولي شيئا فهو يقدم للنازحين جزءا يتعلق بالامور الحياتية انما هذا ليس كافيا. اللبناني يحتاج اليوم الى مأكل وبنية تحتية ومدارس وكل هذه الامور، إذا اردنا المحافظة على عدم التخلي عن هؤلاء النازحين يجب إيجاد خطوات أساسية على الأرض ليستمر وجودهم في لبنان وكذلك يستفيد اللبناني. لا يمكن لهذه التركيبة السكانية ان تكمل هكذا، وإن شاء الله ستنتهي الحرب السورية يوما وسيعودون الى بلادهم”.

وأشار الى أن “الفرق بين السوري والفلسطيني، أن السوري لديه بلد يعود إليه، إلا أن اللاجىء الفلسطيني لديه حق العودة”.

قيل له: لديك الآن لاجئون فلسطينيون، عراقيون وسوريون؟

أجاب: “لترى كم يتحمل لبنان، هذا البلد الصغير يعاني ويعاني ويعاني ورغم ذلك يعود ويقف على قدميه. لدينا اعتدال وعيش مشترك وكل شيء يتطلب قبول الاخر”.

سئل: هل تشعر بوجود نفوذ إيراني داخل لبنان؟

أجاب: “أكذب عليك إن قلت لا، لكن هذا لا يعني أنه الطاغي. فقد عشنا في لبنان مراحل أصعب، وربما نعيش اليوم في مرحلة فيها هدنة في مكان ما ويجب علينا نحن والافرقاء في لبنان أن نعزز هذا النوع من الوحدة الوطنية لأنها هي التي يمكن ان تنقذنا من أي مشكلة إقليمية يمكن أن تحدث”.

أضاف: “علينا تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية، فإسرائيل تهددنا اليوم؟ كيف أواجهها؟ إذا وجدت وحدة وطنية لبنانية يمكن مواجهتها، أما إذا كنا مختلفين فهنا المصيبة. الايراني موجود في لبنان، في سوريا، يوجد نفوذ نعم، ولكن أيضا لبنان موجود”.

قيل له: نفوذ من خلال القوة أو وجود؟

أجاب: “القوة. التركيبة اللبنانية مختلفة عن كل التركيبات في العالم، وان شاء الله وحدتنا الوطنية هي التي ستصوننا في النهاية، وهي التي صانتنا. نحن بلد على بعد كليومترات من سوريا، كان القتال يحصل أمام بعض القرى اللبنانية ولم نتأثر، واستطعنا الحفاظ على وحدتنا الوطنية، لذلك فإن التركيبة اللبنانية مختلفة جدا عن التركيبات الموجودة في المنطقة”.

وختم: “أنا أرى مصر مختلفة وحتى الوزراء الذين نتحدث معهم نشهد معهم قفزة نوعية بالحوار الذي نقوم به. مشاكلنا كبيرة نحن وإياكم إلا انني متفائل للبنان ولمصر”.